في أعمالها السابقة مثل “أوكرانيا ليست بيتاً للدعارة” (٢٠١٣) و “اختيار دور جون بينيت” (٢٠١٧)، أكدت كيتي جرين على إسهامات المخرجين الأستراليين في الأعمال الوثائقية المعاصرة التي تدور حول النساء.

والآن، تنتقل إلى تجربة الأفلام الروائية لأول مرة، مستعرضة يوماً في حياة تبدو عادية تماماً لسكرتيرة تعمل في إحدى شركات الإنتاج. وسرعان ما تتطور الأحداث لتصوّر بشاعة التمييز بين الجنسين، وسوء استغلال السلطة، والتمييز ضد النساء في أماكن العمل.

لكن جرين لم تذهب بعيداً عن جذورها الوثائقية، حيث قامت بمقابلة المئات ممن يعملن كسكرتيرات في شركات إنتاج، واستعانت بشهاداتهن حرفياً في حوار هذا الفيلم، الذي يبدو وكأنه فيلم جريمة في قالب من الغموض والهدوء المتعمد. فالمهم هنا، هو كيفية تغطية الجريمة بالأكاذيب والإنكار، واستغلال المنصب لخلق جدار من الصمت. مكان العمل هنا هو بيئة مقززة، وكل ما فيه يوحي بالجريمة، وبالتستر عليها.

فيلم مفعم بأجواء الإثارة والتوتر والشك التي تعكس مشاعر العزلة والسيطرة على العقل. ذات المشاعر التي تحكم أسلوب التحرش الممنهج، سواء في صناعة السينما، أو خارجها!