في الشوارع الضبابية الرطبة للعاصمة الأنغولية لواندا، تتساقط أجهزة التكييف من السماء. أول الأعمال الروائية الطويلة
للمخرج فراديك، يقدم من خلال حبكتها السريالية تفاصيل حياة مجموعة من الشخصيات تعيش وسط أنقاض الحياة
والذكريات، ومدينة أنهكتها جراح الحرب الأهلية.
هناك، يرحل ماتاكيدو في الشوارع والأزقة في محاولة لاستعادة جهاز تكييف مديره. لكن لواندا التي تبدو وكأنها أسيرة
منطق الأحلام، هي اللاعب والملعب. فيها ترتفع الأبنية التي تحمل أسراراً دفينة. وفيها تواجه الشخصيات إلهاءات أو
تحولات تأخذها إلى عوالم وحكايات جديدة.
يحاكي الفيلم أسلوب الفيديو الموسيقي، فيما تذكّرنا مشاهد التصوير البطيء الكثيرة بالأسلوب الحميمي لونغ كار–واي. وفي
الخلفية، موسيقى النجمة الأنغولية الصاعدة ألين فرازاو الناعمة الهادئة أحياناً، والصاخبة المفعمة بالقوة أحياناً أخرى، وكأنها
ترافق الشخصيات وهي ترحل في عالمها النابض. تم تأليف الفيلم وإنتاجه وتصويره بالكامل في أنغولا من قبل مجموعة جيل
الثمانين الأنغولية.