الثااالث

في قريةٍ تقع خارجَ العاصمة اللبنانية بيروت، تصبح ورشة متهالكة رمزًا مصغّرًا عن "لبنان" نفسه، هذا البلد الّذي لا يشكّك في مستقبله فقط، بل أيضًا فيما إذا كان هذا المستقبل ممكنًا على الإطلاق. يرسم هذا الفيلم البورتريه الحيّ لميكانكيّ سيارات (فؤاد محولي) يحتاج زبائنه إلى إصلاح أنفسهم بقدر ما يحتاجون إلى إصلاح سيّاراتهم. يرصد الفيلم الرّوتين اليوميّ لورشة "فؤاد" بتفاصيل وثائقيّة، ولكن التّركيز الرّئيسيّ للفيلم يتمحور حول حياة الأشخاص الّذين يقدّم لهم "فؤاد" القهوة أثناء إصلاحه سيّاراتهم؛ يتدرّب شابّان على مسرحيّة أثناء انتظارهما لإصلاح سيّارتهما، وتكشف امرأة عن تفاصيل حياتها في محادثة هاتفيّة حزينة، ويرتجف زبون آخر قلقًا، بينما يؤثّر الانهيار الماليّ والاجتماعيّ للبلد خارج ورشة "فؤاد" عليهم جميعًا. تتكشّف قصّتهم الجماعيّة الّتي تتجاوز حياتهم الآنيّة لاستكشاف معنى الوجود مثل الحلم.